أكبر معرض للفلاحة في تاريخ الجزائر

أكبر معرض للفلاحة في تاريخ الجزائر



أكد مستشار وزير الفلاحة والتنمية الريفية ومحافظ المعرض الكبير للفلاحة خليفة عبد القادر، على تطور الفلاحة الجزائرية منذ الاستقلال سواء من الناحية الإنتاجية، الوفرة أو النوعية بالإضافة إلى التجديد الريفي وهذا ما سيظهره المعرض الذي ستنطلق فعالياته اليوم بقصر المعارض، إضافة إلى فضاءات للعلم والمعرفة وأخرى للشباب وتلاميذ المدارس.

أوضح خليفة، أمس، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، أن خصوصية المعرض تكمن في أنه الأول سواء من ناحية المعطيات والمساحة التي تبلغ أكثر من 30 ألف متر مربع، بالإضافة إلى العدد الهائل للمشاركين الذي يفوق 2050 مشارك سواء من الفلاحين أو مؤسسات فلاحية أو من مؤسسات المكننة أو من جانب المؤسسات العلمية التي تفوق 70 مؤسسة ستشارك فيه من مختلف الجوانب، ولأول مرة سيكون جانب خاص لعرض الحيوانات والذي يتربع على 500 متر مربع والذي سيتم عرض فيه كل قدرات الجزائر في تربية الحيوانات.

وأشار المتحدث إلى أن المعرض فيه فضاءات خاصة بتاريخ الريف الجزائري قبل الاستقلال ومساعدته للثورة والمجاهدين الأبرار وبعدها ينطلق في زيارة الريف الجزائري عبر كل التضاريس وخصوصيات وقدرات ومشاريع تلك المناطق ما سيسمح للزائر أن يعيش تفاصيل التطور الريفي. وقال المتحدث أن المواطن لما يزور المعرض سيجد نفسه وكأنه في طبيعة حقيقية بها كثبان، شلالات، وتطوير البنايات الجزائرية عبر مراحلها التاريخية ومخلفات الاستعمار على المناطق الريفية وكيف تم إعادة الاعتبار لها من خلال التجديد الريفي الذي يعرف ديناميكية تطورية نحو الإمام وحتى يكون ريف استقطاب يساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي،

كما يعطي المعرض حسب المتحدث، صورة عن قطاع الغابات ثم التعريج إلى الفضاءات السهبية بما فيها السد الأخضر ويتم التطرق فيه إلى قدرات وإمكانياتها في التطور والمساهمة في الإنتاج الوطني الفلاحي، ثم المرور إلى المناطق الصحراوية الشبه الجافة بتقديم أرقام ونسب حولها ثم الاختتام بالصحراء الكبيرة حيث يتم إعطاء لمحات حولها سيما من جانب الإنتاج الفلاحي. كما يتضمن الجزء الأول من المعرض التطورات على تلك الفضاءات والنجاعة المتحصل عليها من خلال تطبيق سياسة التجديد الريفي وذلك بهدف لترك الريف متوازن مع المدن مستقبلا لأنه أساسي لتمنية كل بلد.

ومن جهة أخرى، أشار خليفة أنه الفضاء الآخر خصص للعلم والمعرفة حيث خصص له حوالي 3 ألاف متر مربع، الذي أعطي له أهمية كبيرة تساهم فيه أكثر من 70 مؤسسة علمية من المعاهد المختصة في الفلاحة والتنمية الريفية وكل القطاعات بما فيها الموارد المائية والتعليم العالي والتكنولوجية وقطاعات أخرى مختصة في الفلاحة، من خلال هذا الفضاء سيظهر "أن الفلاحة الجزائرية بخير" وأن كل ما حصل عليه من نتائج هامة بفضل إدماج ومشاركة العلم والمعرفة في تنمية الفروع الفلاحية، والمواطن سيلاحظ أن كل ما هو مستهدف مستقبلا هو بطريقة جديدة من هذا الجانب، لأنه عندما يكون الهدف من أجل اكتفاء ذاتي مستدام لا يكون إلا مرتبط بالعلم والمعرف.

وفي هذا السياق قال مستشار بن عيسى أنه تم تخصيص في المعرض فضاء للشباب باعتبار أن مستقبل الجزائر في هذه الفئة والذي سيعرفه بكيفيات الاندماج في العالم الفلاحي عن طريق التوضيحات والشروحات حول التي ستقدم لهم حول السبل لالتحاق هذه الموجة الكبيرة التي تقوم بها الوزارة في مجال تنمية القدرات من خلال برنامج التجديد الفلاحي والريفي، بالإضافة إلى فتح كل الأبواب له حتى يقتنع أن الدولة وضعت له تسهيلات من جانب المكننة والقروض وحتى العلم والمرافقة، ويخصص فضاءات لأطفال المدارس بنشاطات مرتبطة بالبيئة والطبيعة والاستعمال العقلاني لها.

وفي المعرض فضاء مخصص للتغذية يهدف للصحة والتنمية الاجتماعية والاطمئنان والأمن الغذائي المستدان بما فيها الحبوب وتطوير الشعبة وقدراتها من الاستقلال إلى اليوم من جانب اللحوم الحمراء والبقول، وفضاء للمكننة الحديثة. وقال خليفة أن هذا المعرض تم التحضير له منذ أكثر من سنة تحت إشراف وزير القطاع وتم إختيار له تاريخ 18 فيفري كونه يلح إلى تاريخ مهم يوم الشهيد والاختتام في 24 فيفري والذي يصادق حدث إنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين في 1954 بالإضافة إلى تأميم المحروقات، مضيفا أنه يؤكد على تجانس القطاع.

الجزائر تحقق الاكتفاء الغذائي بنسبة 72 بالمائة

كشف وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى ، أن الاحتياجات الغذائية للجزائر يتم تلبيتها في حدود 72 % من الإنتاج الوطني أما الباقي فمن الاستيراد، مشيرا إلى أن التصور الجديد للقطاع الفلاحي في الجزائر يأخذ بعين الاعتبار التغير المسجل على الخريطة الفلاحية الجزائرية وظهور أقطاب فلاحية جديدة على مستوى الجنوب حيث يتم حاليا ضمان نسبة 18.3 % من الإنتاج الوطني من بعض مدن الجنوب الجزائري و22% من الهضاب العليا و16 % من الأرياف و43 % من السهول.

جاء إعلان الوزير عن هذه الأرقام على هامش افتتاح معرض الجزائر الوطني للفلاحة، قائلا إن الفلاحة الجزائرية بحاجة أيضا إلى الشباب الملتزم بمغامرة تحسين الأمن الغذائي للبلاد ونحن مرتاحون لكون أكثر من 35 % من النشطين في مجال الفلاحة تقل أعمارهم عن 30 سنة وذلك عكس الاعتقاد السائد”، وأضاف الوزير قائلا “لقد بدءنا الخمسينية الجديدة برؤية واضحة جدا وأهداف محددة لجميع أطراف العالم الفلاحي والريفي”، واعتبر الوزير أن المصادقة على القانون التوجيهي لسنة 2008 وإطلاق سياسة التجديد الفلاحي والريفي سنة 2009 مكنت من تقديم إجابات للتساؤلات المطروحة منذ الاستقلال والمتعلقة خاصة بمشكل العقار الفلاحي.

وذكر الوزير بان إصدار قانون المالية 2010 “قد وضع حدا لنقاش معقد طرح منذ الاستقلال أي ما العمل بالأراضي الفلاحية وكيف نسيرها”، وتبنى هذا التشريع مبدأ التنازل الفلاحي لمدة 40 سنة قابلة للتجديد كنمط لتسيير أراضي أملاك الدولة مع السهر على أن تستغل في اتجاه يخدم المجموعة الوطنية الجزائرية، وتم اتخاذ قرارين آخرين “جد هامين” يتعلق الأول بأراضي الملكية الخاصة المعنية بسياسة التنمية والمستغلة للمشاركة في تحسين الأمن الغذائي للبلاد.

وأكد الوزير في ذات السياق أن “الصناعيين قد استجابوا هم أيضا بشكل ايجابي للتصور الجديد الذي أعدته الحكومة للنهوض بالقطاع الفلاحي من خلال إعادة إدماج الصناعة في بعض المهام الفلاحية الأصيلة، مستشهدا بقطاع الصناعات الغذائية الذي كان في وقت ما ابعد ما يكون عن الفلاحة وتحتم الأمر تذكير هؤلاء المتعاملين بأنهم محرك تطور الفلاحة”، كما أكد وزير الفلاحة أن السؤال المطروح اليوم هو كيف يمكن تحويل التأخر الذي سجلته الجزائر في المجال الفلاحي إلى شيء ايجابي، مضيفا أن “جميع التساؤلات التي طرحت منذ الاستقلال من اجل إرساء قاعدة تسمح باستغلال عقلاني و فعال لجميع إمكانياتنا قد عرفت تأخرا في الإنتاجية”.

وذكر الوزير بأن “البلدان التي كانت تستعمل في سنوات 1960 إلى غاية 1980 الأسمدة الكيميائية على نطاق واسع من اجل الحصول على مردود اكبر أصبحت تواجه اليوم مشكل تلوث التربة و هي ألان بصدد تطوير أنظمة جديدة للإنتاج من شانها التقليص من هذا التلوث والحصول على منتجات ذات نوعية”، وأضاف بالقول أن “ذلك يعتبر تحدي يعني جميع الفاعلين سواء أولئك الذين سيأتون للاستثمار أو الذين هم بصدد ذلك”.

من جانب آخر فإن العاملين في حقل العلوم على غرار الجامعات ومعاهد البحث “مدعوين لمواجهة الواقع والتواصل مع الفلاحين والصناعيين الذي انطلقوا في هذه الحركية وبهذه الطريقة يمكننا تحويل التأخر إلى شيء ايجابي”، مثلما يذهب إليه الوزير.

عبد الجبار تونسي جريدة الايام الأحد , 24 فبراير 2013

https://www.facebook.com/groups/agricul.yoo7/