إنتاج الحليب وصل إلى40 مليون لتر

غلاء الأعلاف وقلة الأبقار المستوردة يؤرق مربي الأبقار بتيبازة

طالب مربو الأبقار بولاية تيبازة التدخل العاجل لوزارة الفلاحة من أجل تقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة الحليب وتدعيم السوق المحلي بالكمية اللازمة، حيث طالبوا بتقديم يد المساعدة فيما يتعلق بخفض أسعار الأعلاف وتسهيل الإجراءات الإدارية المتعلقة باستيراد الأبقار.
أعرب العشرات من مربي الأبقار عن تذمّرهم من الواقع المعيشي الذي ألقى بهم في دوامة من المشاكل العويصة المتعلقة بالغلاء الفاحش للأعلاف إلى درجة لا تطاق، ناهيك عن شحّ الأبقار المستوردة وكثرة التعقيدات الإدارية لاستيرادها.
وفي السياق ذاته، فقد أكد مربو البقر الحلوب في حديثهم مع وقت الجزائر على أن العديد منهم ينتهز فرص ارتفاع أسعار الماشية بالسوق المحلية لتسويق أبقاره والتخلّص منها بالنظر إلى الارتفاع الجنوني للأعلاف المستعملة على اختلاف أشكالها
وأنماطها، وعدم قدرتهم على التوفيق بين نفقات تكاليف التربية ومحصول الحليب، لاسيما وأن العديد من الأبقار المستوردة أضحت شحيحة ولا تقدّم كميات الحليب التي كانت مرتقبة منها لتغطية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، فيما تعرّض بعضها لأمراض خطيرة لا تسمح باستخلاص الحليب منها، مع الإشارة إلى أن معظمها حصل عليها المربون في إطار عمليات الدعم التي تسيّرها المصالح الفلاحية المختصة، ومن ثمّ فقد طالب هؤلاء بإيفاد بياطرة متخصصين لهم علاقة مباشرة بالمهنة لانتقاء أجود الأبقار مستقبلا قبل اقتنائها من الخارج وهذا حفاظا على المال العام وضمان إنتاج وفير لمادة الحليب . أما بشأن الأعلاف، فقد أشار بعض المربين إلى أن مادة النخالة المستعملة بكثرة لتغذية الأبقار كانت تقتنى سنة 2006 بـ700 دج للقنطار وارتفع سعرها سنة 2009 إلى 1800 دج للقنطار وارتفع سعر الذرى من 1500 دج إلى 3500 دج وسعر الصوجا من 2000 دج إلى 4400 دج وحزمة التبن من 150 دج إلى 300 دج، وارتفع حليب رضع البقر من 1500 دج إلى 3500 دج هذه السنة، ليخلص هؤلاء إلى وجود ارتفاع فاحش في تكاليف الإنتاج وتربية البقر، في حين أن سعر الحليب بقي مستقرا لسنوات طويلة، مع الإشارة إلى أن سعر الدعم المباشر الذي تقدمه الدولة بمقدار 7 دج للتر الواحد لا يغطي بدوره مجمل التكاليف، بحيث يتقاضى المربون حاليا ما يعادل 31 دج للتر الواحد عند الاستهلاك، في حين أن هذا الحجم يكلّف أكثر من 50 دينارا، ومن ثمّ فقد طالب هؤلاء بضرورة تقديم دعم مباشر للمربين عن طريق خفض أسعار الأعلاف.
في ذات السياق، أكدت مصادر من مديرية الفلاحة بالولاية أن هذه الأخيرة تسعى لوضع برنامج لاستدراك النقص المسجل في القطاع سواء فيما يتعلق بتوفير العلف الخاص بالأبقار وتدعيم أسعارها أو فيما يتعلق بتوفير الأبقار الحلوب المستوردة التي تبلغ حاليا 22 ألف بقرة بالولاية منها6000 بقرة خاصة بإنتاج الحليب، وذلك عن طريق رفع تقارير إلى الوزارة الوصية حول وضعية تربية الأبقار والمشاكل التي تواجه المربين، مشيرة في سياق متصل أن المديرية قامت بعدة إجراءات خلال السنوات الماضية من أجل تشجيعهم كرفع المنحة المتعلقة بالتهجين
الاصطناعي من 30 ألف دج إلى 40 ألف دج وكذا منحة الإنتاج التي انتقلت بدورها من 7 إلى 24 دج للتر الواحد وإلغاء عديد الرسوم التي كانت مفروضة على هذه المنتوجات، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى انخفاض أسعارها، مشيرة في ذات السياق إلى أن البقر المستورد اعتاد على نمط غذائي محدّد ومنتظم في موطنه الأصلي قبل استيراده، غير أنّ الفلاحين في بلادنا لا يولون اهتماما لهذا النمط الغذائي باعتبارهم يلجأون غالبا إلى الاقتصاد من جهة وعدم ضبط نمط غذائي صارم يستجيب لحاجيات التخصص من جهة ثانية.
هذا ويبقى غلاء الأعلاف بذلك يشكّل هاجسا مرعبا يحدّ من عزيمة المربين إضافة إلى تشعّب مشاكلهم واعترافهم صراحة بعدم قدرتهم على الانخراط في برنامج تعاقدي جديد، إلا أن
مديرية الفلاحة بالولاية شكّلت لجنة ولائية خاصة على مستوى المديرية لجرد مجمل انشغالات المربين مع اقتراح الحلول المجدية لترقية القطاع باعتباره استراتيجيا ويندرج ضمن قواعد الأمن الغذائي.
ورغم هذه الظروف التي يتخبط فيها المربون، إلا أن مصادر مسؤولة من مديرية الفلاحة كشفت عن أكثر من 40 مليون لتر سنة 2010 والسداسي الأول من سنة 2011 أي ما يعادل ضعف الكمية المحققة سنوات 2008 وسنة 2009 والمقدرة بـ15 مليون لتر.

كمال.ل